اعتقد البشر فى العصور القديمة أن الارض ثابتة فى مكانها مستوية تدور حولها جميع الأجسام ! وفى وقته كان هذا أمرا بديهيا لأن لا أحد يشعر بأى حركة للأرض !
ولكن هل تعم أن سرعة دوران الأرض حول نفسها عند خط الاستواء تبلغ 465.1 متر/ث او 1674 كم/ساعة !
انها سرعة هائلة حقا وبمعرفتنا أن الارض كروية أيضا وتدور بهذه السرعة حول نفسها اذن ما السر فى عدم شعورنا بهذه الحركة السريعة ؟ وما السر فى عدم سقوطنا فى الفضاء الخارجى حتى و ان وجدت الجاذبية ؟
باختصار شديد يرجع السبب فى ذلك الى عده نقاط
أحجامنا الصغيرة بالنسبة للارض :- اننا بالنسبة للارض لا شىء ان احجامنا صغيرة جدا بالنسبة لحجم الكرة الارضية فلا نستطيع أن نشعر بدورانها !
عجلة الدوران ضيئلة جدا :-
السبب الاخر هو أن الأرض تدور بسرعة ثابتة ولكى تشعر بالدوران يجب أن يكون هناك قيمة للعجلة حتى تكون السرعة متغيرة , فالعجلة هى مقدار التغير فى السرعة . مثلا نقول عجلة الجاذبية الارضية 9.81 معنى ذلك أنه لو سقط جسم من أعلى الى اسفل فان سرعته تزداد بمقدار 9.81 متر فى كل ثانية فلو استغرق الجسم ثانيتين فانه يكون سرعته بعد مرور ثانيتين 2 * 9.81اى تساوى 19.6 م / ث !
والعجلة لا تتطلب بالضرورة تغيير السرعة حيث ان تغيير الاتجاه يؤدي الى العجلة ايضا. اذا فإن سرعة دوران الارض تسبب عجلة او تسارع ، وعند قياس هذا التسارع ، وجدناه يساوي 0.03 متر/ث^2
و هى قيمة ضئيلة جدا بالنسبة لعجلة الجاذبية الارضية 9.81 لذلك لا نستطيع أن نشعر بعجلة الدوران !
لا يوجد حولنا شىء قريب يمكننا أن نشعر من خلاله بحركة او سرعة الارض :-
انك عندما تستقل القطار ترى الاشجار القريبة منك وتشعر حينها ان القطار يسير بسرعة رهيبة ولكن عندما تنظر الى أشجار أخرى بعيدة تشعر أن القطار يسير بسرعة بطيئة جدا وتمر الاشجار ببطء !
هكذا الارض فلكى تشعر بحركتها يجب ان تقارن تلك الحركة بالنسبة لجسم أخر وفى الحقيقة اقرب الاجسام الينا هو القمر
ومع ذلك هو بعيد جدا لمسافة كافية لعدم شعورنا بسرعة و حركة الارض .
السر فى عدم سقوطنا فى الفضاء الخارجى حتى و ان وجدت الجاذبية ؟
يتساءل البعض عن سبب عدم سقوطنا فى الفضاء حتى مع وجود الجاذبية ويعتقدوا أن الجاذبية الارضية تجذب لسطح الارض ومع دوان الارض لابد وان يكون هناك نصف الكرة الارضية فى الجزء السفلى عكس الجاذبية !هذا اعتقاد خاطىء لأن الجاذبية الارضية تكون الى مركز الكرة الارضية وليس لسطح الارض نفسه فى اتجاه ثابت .
